الاستغلال الجنسي للطفل وتأثيره المدمر على مستقبله .
يستغل أحيانا الأشخاص الكبار الأطفال لإشباع رغباتهم الجنسية المريضة، لكنهم لا يدركون مدى الاساءة الفادحة التي يصاب بها هؤلاء الأطفال البائسين ،وهي جروح لا تزول مدى الحياة، إلا إذا تم علاج هؤلاء هؤلاء الأطفال منذ بداية الاعتداء الجنسي عليهم ،من والديهم ،أو احد الخدم في البيت ،ممن تعرضوا من قبل لهذا الاعتداء الجنسي ، ولم يتم علاجهم فوراً، حتى لا يصاب بهذا الشذوذ المدمر لمستقبله وأمنه الروحي والنفسي ،ولكي لا يتزايد عدد هؤلاء الأشخاص المنحرفين في المجتمع .
يكفي أن هناك الكثير من الآباء والأشخاص المنحرفين، اللذين لم يتم علاجهم ،يواصلون نشر وبائهم لأطفال آخرين ،ليتضاعف عدد هؤلاء الأطفال المساكين اللذين إذا لم يجدوا العلاج ،حتى لا يصبح فيما بعد أداة انتشار أخرى لهذا الانحراف الجنسي البغيض ونتائجه المدمرة .
إن المأساة التي يعيشها الطفل مع شخص منحرف سواء والديه أو أشخاص غرباء يعملون في محيط هذا الطفل المسكين أنه نتيجة ما يفعله مربيه من شذوذ معه ،سيفكر هذا الطفل في صغره أن عليه أن يمارس الشذوذ مع الطفل الذي يريد مصادقته أن عليه امتاع شخص آخر جنسياً لكي يصاحبه ،فيمارس معه هذا الشذوذ الجنسي، لأنه يعتقد أنه لا يكون مرغوباً به لعقد صداقة معه إلا إذا كان مغريا لممارسة، هذا الشذوذ معه ،وهكذا ينتشر هذا الوباء البغيض في مختلف المجتمعات المنحرفة بما يحمله من أمراض جسدية ونفسية مؤلمة .
ولكي نفهم بوضوح المشاعر والشذوذ الجنسي فأننا نحتاج إلى أن نفهم بإن العائلة نظام اجتماعي له قوانينه الخاصة، وأهم قوانين العائلة هي :
١-أن كل النظام يمثل كل شخص بطريقة تجعل العائلة تستطيع أن تحدد دور كل شخص بها عن طريق العلاقات الداخلية بين أعضاء الأسرة.
٢ـالنظام الكلي في الأسرة يعمل على أساس مبدأ التوازن ،لذلك إذا شخص خرج عن نطاق المألوف سيقوم الطرف الآخر في حفظ هذا التوازن ،أي بمعنى آخر، إذا كان الأب مهمل ومريض ولا يستطيع أن يؤدي واجبه كأب ،فإن الأم القوية الملتزمة بواجباتها ومنظمة في ادارتها لشئون الأسرة تحل مكان هذا الأب والعكس صحيح بين الأب والأم في إدارة مسؤولياتهما في إدارة شئون الأسرة .
والبقية في العدد القادم.